الاتجاهات الانسانية في فقه الامام جعفر الصادق (ع)

اشارة

المؤلف: حسن عباس نصر الله

النشر : حسن عباس نصر الله

طبع في سنة: 1412 ه

من كتاب: الامام جعفر الصادق (ع) ، دراسات و أبحاث

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم انسانية الفقه الصادقي تنبعث من كل كلمة أطلقها، تطل من قلب التشريعات التي أصدرها، تبرز في كل تعليل لشرائع الأحكام الالهية، تشرق من كل التصرفات و قد حرستها العصمة. هذه الانسانية تحكيها فصول المجموعة الفقهية التي استنبطها الامام الصادق (ع) من القرآن الكريم، و السنة النبوية، و العلم المعصوم، وتتبدي في مستويات عدة. 1- مستوي التكامل الفقهي: التكامل من أجل الانسان، آلاف المواد قررها الامام جعفر شاملة المناحي الحياتية في العبادات و المعاملات، منمة عن دستور متسم بزخور التفاعلات التي تزرع في الانسان انسانيته، بعد ما هجرها [ صفحه 126] الحكام، بل قتلوها داخل الفرد، بنزع حريته، و تخدير اسلامه. 2- المستوي الانساني: هو اتجاه مثالي يحنو علي الانسان، و يرفق به، و يصونه في نفسه و أشيائه، انطلاقا من قول الرسول: «أتيتكم بالشريعة السهلة السمحاء» و حرصا علي التناسب مع العقل، و عدم التهاون في أحكام الله. 3- المستوي العلمي: بذر الامام الصادق، بذور العلوم الكيميائية و الطبيعية، و الطبية و الفلكية، فنمت البذور و أثمرت غرساتها نهضة العلوم الذهبية في العصر العباسي. 4- المستوي السياسي: قرر نظام الحكم، و فصل أخلاق الفقيه و السلطان، و شرح العلاقة بينهما قال: «الفقهاء أمناء الرسول، فاذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا الي السلاطين فاتهموهم» [1] . ركز علي عنصر العدالة لأنها مصدر السعادة، ان مبدأ العدالة أثار لددا بين التيارات الاسلامية: الجبرية و القدرية، الأشاعرة و المعتزلة. و قديما قال سقراط: العدل ميزان الله، و ثبات الأشياء بالعدل، و ينبوع